لماذا تلعب منتخبات وأندية إسرائيل في أوروبا؟
إسرائيل المنبوذ الأكبر في كرة القدم العالمية
لا شك أن فكرة وجود دولة ما على الحدود مع الأردن ومصر ولبنان وفلسطين، تلعب في مسابقات كرة القدم للأندية والمنتخبات الأوروبية حادثًا غريبًا يستحق أن يوصف بـ “المريب”.
لكن المطلعين على الأوضاع السياسية والأمنية في الشرق الأوسط، يعلمون جيداً أن رفض العالم العربي لتلك الدولة نابع من تاريخ نشأتها المبني على الاستعمار والاحتلال والدم والقتل والتطهير والإبادة العرقية.
بالنسبة للفلسطينيين والعديد من الدول المجاورة، فإن ما تصفه إسرائيل بحرب الاستقلال بين عامي 1947 و 1949 يُنظر إليه على أنه “النكبة” أو الكارثة.
ويرجع ذلك إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا أو نُقلوا قسراً من منازلهم أثناء الانتداب البريطاني في فلسطين.
متى تأسس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم؟
تأسس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم (Israel – Yisra’el) في عام 1928، وانضم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا في عام 1929، ويسمى الاتحاد باللغة العبرية “Ha-Hitahdut Lekaduregel Beisrael”.
بدأت إسرائيل أو الكيان الصهيوني المنافسة الكروية في عام 1949، وانضم الفريق للعب مع منتخبات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (AFC) في عام 1954، على الرغم من المعارضة الكبيرة من بعض الأعضاء الحاليين.
وضمت التشكيلة الأساسية آنذاك لاعبين من مواليد فترة عشرينيات القرن الـ 20 أمثال الحارس ياكوف هودوروف، والمدافع ياكوف غامباش، وإسرائيل فيس وديفيد شفيتزير.
وفي خط الوسط تواجد إيلي فوكس وموشي فارون وزفي ستودينسكي ويوسف ميريموفيتش ويوشوا غلازير والمهاجم موشي ليتفاك وأليعازر شبيغيل.
وكان جميع لاعبي إسرائيل آنذاك ينشطون في الدوري المحلي مع أندية هابعويل تل أبيب وبيتار تل أبيب ومكابي تل أبيب وهبعويل بيتاح تكافا ومكابي بيتاح تكافا.
من جهتها لم تهضم عدة دول إسلامية من قارة آسيا فكرة اللعب ضد فريق إسرائيل، وبلغ الأمر ذروته في المشهد الغريب لمرحلة تصفيات كأس العالم 1958 لآسيا وأفريقيا – الذي شهد فوز إسرائيل دون أن تلعب أي مباراة بسبب انسحاب جميع الخصوم.
وحاول الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) حفظ ماء وجهه بترتيب مباراة فاصلة بين فريق إسرائيل ومنتخب جزيرة ويلز البريطانية، كي يكون لتأهل إسرائيل إلى مونديال السويد 1958 معنى، بعدما فازت بكل مبارياتها الآسيوية دون أن تركل الكرة ولو مرة واحدة!.
وتسببت تلك الفكرة في توديع إسرائيل للتصفيات بعد أن خسرت في مجموع مباراتي الذهاب والإياب أمام ويلز، والتي طالتها لعنة طويلة الأمد بعد موافقتها على اللعب ضد إسرائيل، حيث لم تتأهل لكؤوس العالم لأكثر من 63 عاماً، رغم ظهور أساطير كروية خالدة في البلاد، كان لهم صولات وجولات في الدوري الإنجليزي أمثال أيان راش مع ليفربول في فترة الثمانينات، وريان غيغز مع مانشستر يونايتد في فترتي التسعينات والألفية الجديدة، وبالطبع غاري سبيد وكريغ بيلامي وآرون رامسي وجون هاريسون وروبي سافيدج.
ما هي أول بطولة نُظمت في إسرائيل؟
بعد 6 سنوات من الالتحاق بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، استضافت إسرائيل بطولة كأس آسيا لكرة القدم عام 1964، والتي لا تزال الكأس الدولية الوحيدة في تاريخ البلاد من ناحية التنظيم والتتويج.
ومع ذلك، يمكن القول إن هذا الإنجاز قد تشوّهت صورته بسبب انسحاب 11 دولة من أصل 16 منتخباً كان من المفترض أن يشارك في البطولة.
وانتصرت إسرائيل بثلاث مباريات فقط على الهند وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ في طريقها نحو حصد اللقب القاري.
وتم حذف تاريخ الفيديو الرسمي للمسابقة الصادر عن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في يناير 2015 دون أي ذكر لبطولة 1964.
وبعد التأهل إلى كأس العالم للمرة الأولى والوحيدة في تاريخ فريق إسرائيل لكرة القدم عام 1970، بدأت إسرائيل فترة 20 عامًا في البرية الدولية النسبية عندما تم استبعادها من بطولات الاتحاد الآسيوي عام 1974.
الكويت تتسبب في استبعاد إسرائيل من الاتحاد الآسيوي
جاء استبعاد إسرائيل من آسيا في وقت تزايد العداء في المنطقة تجاهها، حيث كانت في حالة حرب مع جميع الدول المجاورة لها في كل من عام 1967، عندما شنت حربًا استولت بها على الضفة الغربية ومدينة القدس القديمة.
بالإضافة إلى استحواذها على مرتفعات الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء المصرية، لكن في حرب أكتوبر 1973 تقهقرت إسرائيل في عملية الدفاع عن احتلالها لسيناء والجولان لتبقى داخل حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى الآن.
وتقدمت الكويت باقتراح استبعاد إسرائيل من المنافسات القارية الآسيوية خلال دورة الألعاب الآسيوية عام 1974، حيث رفضت الدولة الخليجية وكوريا الشمالية اللعب ضد إسرائيل، ليتم طردها من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
ما هو أول ظهور لإسرائيل تحت لواء يويفا؟
لعب المنتخب الإسرائيلي في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 1982، قبل أن ينضم إلى مرحلة التأهل لأوقيانوسيا للبطولتين التاليتين.
وبدأت الأندية الإسرائيلية المشاركة في مسابقات الأندية الأوروبية في عام 1991، وأصبح اتحاد كرة القدم التابع لها عضوًا كاملاً في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في عام 1994 – بعد أن هزم فرنسا في تصفيات كأس العالم 1993.
واستشهد البعض بإسرائيل كمبرر لانتقال أستراليا من اتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في عام 2006.
إذا كان لاعبو النخبة في إسرائيل يعانون نتيجة لتاريخ البلاد المعقد، فمن غير المرجح أن يكتسبوا الكثير من التعاطف من نظرائهم الفلسطينيين.
وتمكن المنتخب الوطني الفلسطيني من الانضمام إلى الفيفا بعد اتفاقيات أوسلو عام 1998 فقط، عندما انضم إلى إنجلترا وويلز واسكتلندا كواحدة من الدول القليلة غير السيادية التي مُنحت وضع المنتخب الوطني.
اقرأ أيضاً
